مع أن الأشياء تتغير بتغيّر الزمن
وتتغير الذهنية بتقدم العمر، لكنك،
ورغم طول السنين:
لا تأنس الغربة
لا تألف الكثير من الأشياء.
وفي ذاكرتك،
تبقى الأمكنة التي احتضنتك صغيرا
هي الأجمل.
وتبقى الطرقات التي داستها قدماك الصغيرتان
مقياس الجمال لكل الطرقات التي تعبرها
في غربتك!
تنظر إلى الأشياء، دائما
على انها أشياء مؤقته
تتعامل معها كمحطة على طريق عودتك.
في الغربة
تفكر دائما في حزم حقائب العودة
حين يجتاحك الحنين
ترفض فكرة، أن واقع عودتك للديار
صعبة!
تُبعد عن عقلك التفكير
بان سنوات عمرك، قد مرت
ولم تُحقق حلمك!
في غربتك
لا تعرف معنى الطفولة
تعتقد، بأنك ولدت صبيا
وقد تمرّ أيام صباك بلا مشاعر
فلا ترى نفسك
إلا وأصبحت رجلا
قبل الأوان!
:
رغم تعداد السنين
- يا للمفارقة -
لا تشعر بالشيخوخة
فيسكن السحر روحك!
وقلبك لا يتوقف عن ضخ الأمل
مع الدماء في شرايينك
رغم " السكّر “!
:
معظم الليالي
يقضم الحنين ساعات ليلك
لا يدعك تنام
يهمس لك بسم الوطن
ثم يدعك تحلم، ويرحل.
وحين تصحو، تعرف
بأن الحلم هو حلم
:
مع أن الأشياء تتغير بتغيّر الزمن
وتتغير الذهنية بتقدم العمر، لكنك،
ورغم طول السنين:
لا تأنس الغربة
تألف الكثير من الأشياء
تعتاد بعضها دون قصد!
ولكن، كما قال أحد الأدباء ذات وجع
في غربتك
" ستجد من يرفع من قامتك إن أنت أحنيتها "
أو لا يُعترف بك من المواطنين!
في غربتك لا يسألون ما هو دينك، مذهبك، طائفتك وما انت تعتقد!
ولا يحللون نواياك إن زلق لسانك بكلمة لا يفهمونها
بل يطلبون منك صياغتها بطريقة أخرى، مرة بعد مرة
حتى يكون بينك وبينهم قاسم مشترك للفهم!
في غربتك لا يُفرض عليك لون لا تحبه، يسألونك عن اللون الذي تحب
يقنعون منك بكلمة تحترم عقولهم، ويحزنون لأنك تحدثت بأطنان الكلمات
ولم يفهموا منك كلمة مفيدة واحدة!
في غربتك إن كرهوك لأجل دينك، فلأنك كنت أسوأ مُعرّف، وإن كرهوك لأجل قومتيك فلأنك سفير سيء!
لا ولن ينفعك تبرير أنك على المذهب الفلاني في هذا الدين، ولا ينفعك أن تقول بأنك من بلد غير ذاك
البلد الذي ينتمي إليه اخاك!
لم يتعلموا إلا أنك مسلم وعربي حتى لو حملت خشبة المصلوب ورطنت بلغتهم كما يرطنون!
سيعرفونك من تقاسيم وجهك من تكون ومهما تكون!
سيعرفون بصمة عينيك، فمهما تموهت سيعرفونك من لونك جلدك فلا داعي للإنكار!
الغرباء ميزتهم هي انهم يوحدوننا قسرا.
أما نحن ...! ؟
مستمرون في البحث عن وطن .