الأثير- atheer
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الأثير- atheer

ثقافي، تاريخي، سياسي، أدبي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
بوابة العقل القلب مفتاحه الكلمة الطيبة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
» القلعة البرية البحرية
(( لا تحيا إلا بالعناق))  Emptyالسبت يوليو 15, 2023 1:44 am من طرف رأفت العزي

» واقع يلفه الحلم
(( لا تحيا إلا بالعناق))  Emptyالسبت مارس 11, 2023 1:00 am من طرف رأفت العزي

» (( لا تحيا إلا بالعناق))
(( لا تحيا إلا بالعناق))  Emptyالثلاثاء أغسطس 16, 2022 10:02 pm من طرف رأفت العزي

» لا أعرف ماذا يكون !
(( لا تحيا إلا بالعناق))  Emptyالخميس مايو 05, 2022 5:29 am من طرف رأفت العزي

» (( أنا والليل ))
(( لا تحيا إلا بالعناق))  Emptyالإثنين نوفمبر 29, 2021 1:33 am من طرف رأفت العزي

» غواية فلسفية...!
(( لا تحيا إلا بالعناق))  Emptyالأربعاء يونيو 10, 2020 1:16 am من طرف رأفت العزي

» شكر لديوان الأدب
(( لا تحيا إلا بالعناق))  Emptyالأربعاء يونيو 10, 2020 12:57 am من طرف رأفت العزي

» الكتاب والحرية
(( لا تحيا إلا بالعناق))  Emptyالثلاثاء يونيو 02, 2020 10:04 pm من طرف رأفت العزي

»  فلسطين من البحر إلى النهر
(( لا تحيا إلا بالعناق))  Emptyالسبت يناير 05, 2019 3:22 pm من طرف رأفت العزي


 

 (( لا تحيا إلا بالعناق))

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رأفت العزي
Admin
رأفت العزي


عدد المساهمات : 75
تاريخ التسجيل : 31/10/2013

(( لا تحيا إلا بالعناق))  Empty
مُساهمةموضوع: (( لا تحيا إلا بالعناق))    (( لا تحيا إلا بالعناق))  Emptyالثلاثاء أغسطس 09, 2022 2:18 am

(( لا تحيا إلا بالعناق))


الفصل الأول


منذ صغرهما كانا لا يفوتهما حدثا إن كان مدرسيا أو أي نشاط آخر
إلا وشاركا في إحياءه والعمل بكل تفان ، ولا يُكلفان في أية مهمة
إلا وكانا يُنجزانها بكل همة ونشاط ؛ وفي مطلع شبابهما لم تفتهما
أي مناسبة إلا وكانا يقضيانها معا ،
أكانت المناسبة حفلة فنية ، ثقافية ، رياضية أو مهرجانا غنائيا
او سياسيا ودونما سؤال لمن، ومن.. طالما القائمين عليها جماعة
لا يسكنها الغرور او التطرف مهما كان شكله .
وكان لا يفوتهما القيام معا بإجازات استجمام قصيرة كانت ايامها
أم طويلة. ولا يفترقان إلا للضرورة وأحكامها.
هما رفقة طفولة وصبا؛ صديقان حميمان، كبُرا، وكبرت عائلتاهما،
وبرغم كل الظروف لم يفترقا إلا قسرا ؛ وكلما مرّ الزمن ،
وضاقت دائرة أصدقائهما المشتركين ازدادت بينهما المودة
المحبة ، وازداد بينهما حجم الذكريات التي صارت إرث حياتهما
المشترك وحيث يعترف الصديقان  بأن أسعد لحظات حياتهما ،
حينما يجلسان معا، ينبشان الماضي بذكرياته المتراكمة عشرات السنين ..  
حينما تسمعهم يتحدثان في تفاصيل صغيرة  تضحك، قد تبدو
للآخرين  تفاصيل تافهة، ولكنهما لا يهتمان طالما أشعرتهم
بسعادة غامرة لا توصف.

ما زالا على طبعيهما، لم يتغيرا منذ عشرات السنين ف" وليد "
غالبا يسأل وهو يعرف الجواب،
مع أن سؤاله مكرر آلاف المرات وغالبا ما يكون جواب "عدنان"
متوقعا مع ذلك :
- هل تأتي لتأخذني أم أمرّ أنا وننزل بسيارتي ؟!
- لا ، تعال خذني ، فأنا لا أرغب في القيادة ، وهذا ما تحبه أنت !
:" هل آتِ ، أم تأتي أنت " ثم ..!
يذهبان معا إلى حيث قررا ؛
أما ذاك اليوم ، فكان له حكاية مختلفة ، صدفة من النادر أن تتكرر ،
ولكنها حدثت في ذلك المساء !
****
ركبا سيارتهما وتوجها نحو العاصمة مثل كل عام وفي مثل ذلك
التاريخ، تستقبل بيروت ، مئات من دور النشر العربية والمحلية
حيث يقام معرض للكتاب العربي. تُعرض فيه أحدث الإصدارات
في مختلف صنوف الأداب والعلوم و الكتب المختلفة في مضامينها ؛
وكعادتهما في كل عام ، يتفق " عدنان " و وليد إمّا على حضور
حفل الافتتاح وإما تخصيص يوم أو يومين يصولان فيه ويجولان
أرجاء المعرض ، باحثين عما قررا مُسبقا شراءه ،أو يصادف
أحدهما كتابا يغويه فيشتريه ؛ وتقام في ساعات الذروة من
المساء استراحات جميلة يتحلّق خلالها بعض المعجبين بكاتب حاضر
لتوقيع مولوده الجديد ، أو يجلسون لتناول القهوة والعصائر
 أو للمشاركة في حوارات مع بعض الكتّاب الذين يُثار جدل
حول جديد ما كتبوا .. كل ذلك ،
يجري ضمن حلقات سمر هادئة، تعكس أجواء الفن والأدب
وتُظهر  الوجه الحضاري لزوار هذا المعرض المثقفين منهم
وبعض أشباه المثقفين الذين يلتزمون بما فرض عليهم من
الهدوء والكياسة والرقي.

في ذات المساء وحينما كانا يستريحان ، انتفض عدنان فجأة،
قام عن كرسيه وأمسك بيد وليد، أقامه وقال بلهفة :
أنظر ..! بربك أنظر جيدا ..!
هي أم أنّي أحلم ؟!
نظر وليد نحو ما أشار عدنان وارتبك قليلا وقال وهو مشوش الفكر:
- " من تقصد ؟ لا .. لا .. ربما لها نفس الملامح ..
ما بالك يا رجل ، إنها عشرات السنين !"
- نعم .. نعم ، ولكن أنظر إلينا ، هل تغيّرَ شكلنا كثيرا منذ ذلك التاريخ ؟!
- اهدأ قليلا يا صديقي، فهذا يتوقف على من يرانا بعد ثلاثة
عقود من الزمن ! أما بالنسبة لنا، فنحن نرى أنفسنا كل يوم ؛ هل
تلاحظ التغيير على وجهك إلا قليلا؟ ! وإذا أردت الحقيقة.. ضع
صورة لوجهك أمام المرآة قبل ثلاثين عاما ثم انظر إليها وإلى
نفسك جيدا، فهي تخبرك بصدق في كل الأحوال ! "
- اتركنا من فلسفتك الآن! تأملها جيدا وقل لي ؟!  "

وبنفس الحركات الصبيانية التي اعتاد عليها، شد عدنان وليد
من ذراعه ولما لم يمشِ تركه وقال :
انظر إليّ ، سأدور خلف ذلك الجدار حتى آتِ أمامها
مباشرة وسوف ترى !"

بقي وليد جالسا في مكانه وحاول لفت نظر صديقه إلى ذلك
الرجل الأشيب، الوقور، ذو القامة الطويلة بهندامه العسكري
الأنيق الذي يرافق تلك السيدة وقال :
- ألم تر عينيك من يرافقها ؟
- سأكلمها ولو كان جنرالا في أكبر جيوش العالم يا جبان !
وبالفعل، التفَّ عدنان ومشى باتجاههما مباشرة وتقدم نحو مرافقها،
تحدث إليه بعد أن باغته و سلّم عليه بحرارة قائلا :
" ألم تعرفني حضرة الجنرال ؟
خِدمتك في مدينتنا لسنوات كان لها أثر رائع، فانا عرفتك من
بعيد واتيت لأسلم عليك!"
ابتسم العسكري وقال:
" يبدو أنك تتحدث عن العميد ذياب، فهو يشبهني إلى حد ما "
- يا الله، غير معقول، ما وجه الشبه هذا..! على اي حال
تشرفت بمعرفتك. (واضاف مستغلا ابتسامة الرجل) ولكن
اعذرني سيدي الكريم،  نحن في معرض الكتاب! كيف تغيّر
الوضع في المؤسسة، (يقصد في الجيش) كان ممنوع على
أي عسكري  حتى من مطالعة الصحف وسماع بعض الإذاعات العربية..
وها أنت بكل فخر، وفي بذلتك العسكرية وسط بحر من الكتب
المختلفة والتي كان بعضها ممنوع أيضا ..! "
" طويل القامة" لم يجب،  تجهم وجهه وبدات ابتسامته  تختفي
فاعتذر عدنان على طول لسانه، ثم نظر نحو السيدة ،حياها وهو
ينظر في عينيها ويبتسم  علّها تبدي أي ردّ فعل يدل على شيء
ما يتوقعه، فلم يظهر عليها ما يفيد أنها رأته من قبل. ردّت له التحية
وبابتسامة عابرة ومشت. انسحب عدنان  وهو خائب مكررا اعتذاره.

دار جدل اعتاد عليه الصديقان بين من يؤكد بأنها سعاد ، وبين وليد
الذي لم يكذب صديقه الخبير أو يصدقه لكنه أقرّ وقال :
- تفاجئني دائما أيها الملعون بجرأتك وبأساليبك في الحديث مع كل الناس ".
قال وليد ذلك وهو يعلم، أن تلك الكلمات كافية لترضي غرور
صديقه الذي طلب القهوة مرة ثانية، جلس في مقعده حيث بدا أن
"المفاجأة " وسحر المكان قد فرضت عليهما الصمت.
راح عدنان يقلب صفحات كتاب بين يديه، أما وليد، كانت عيونه
 تلاحقان وجوه المارين وعقله شارد ، نظر نحو عدنان بوجه ملحّ
سؤاله ردده مرتين ، ثلاث مرات وقال :
" هل أنت متأكد من ذلك ؟ !"
ابتسم عدنان ابتسامة شامت و هو يردد بضع كلمات ساذجة
يقولها  كلما وقع وليد في حيره  : " ألا تريد أن تكبر يا صبي،
إكبر اكبر " ثم ضحك بخبث وهو ما زال يقلب صفحات الكتاب
ثم غرق في كرسيه، وكذلك فعل وليد. غابا مع أفكارهما كأنهما
وثبا معا إلى ذلك الماضي البعيد.. فبدت ملامحهما متغيرة متبدلة ،
مرة يبدوان كطفلين فرحيْن يضحكان ببراءة .. ومرة
يكشف ضوء القاعة الساطع خطوط الزمن التي ارتسمت على
وجهيهما بعمق. فذكريات ذلك الحدث كانت تحتل
قدرا كبيرا من مساحة ذاكرتهما ، يكرران الحديث عنها في مناسبات
عدة كأجمل بقعة ضوء في حياتهما على تعدد مثيلاتها، إلا أن
مساحتها كبيرة وضوؤها متميز ، لا تفارق ذاكرتهما كأنها حدثت
بالأمس القريب .
فبالأمس، كانت تقف أمام مكتب موظفي الجوازات ، تنتظر دورها
كباقي المسافرين قبل التوجّه نحو  سلم الطائرةالجاثمة عند أحد
مدارج مطار بيروت….


عدل سابقا من قبل رأفت العزي في الخميس أغسطس 18, 2022 2:13 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رأفت العزي
Admin
رأفت العزي


عدد المساهمات : 75
تاريخ التسجيل : 31/10/2013

(( لا تحيا إلا بالعناق))  Empty
مُساهمةموضوع: رد: (( لا تحيا إلا بالعناق))    (( لا تحيا إلا بالعناق))  Emptyالثلاثاء أغسطس 16, 2022 10:02 pm

وكان واحدا  من الذين ينتظرون بحرارة  انتهاء معاملات السفر ، مع أن أعداد المسافرين كانوا قِلّة ، وتصرفات البعض منهم كانت تبدو متحفظة بشكل واضح ، وتكشف عن حالة القلق الذي يعيشونها نتيجة أوضاع البلاد  الأمنية  وبالتالي لا يحجب هذا القلق  جمال الابتسامات المرسومة على الوجوه الشاحبة ؛ فأنت تعرفهم.. و اللبناني عموما يعرف اللبناني الآخر من شكله ولهجته ولباسه، أصبحوا متخصصين في قراءة قسمات الوجوه.. الأحداث الأمنية دفعت معظمهم إلى ممارسة جماعية " للتقنية"!

ف الحرب اللبنانية كانت  مستعرة في منتصف العام 1975  المطار والطريق إليه محيدة - تقريبا - من معظم أطراف النزاع خصوصا ذلك الطريق الذي يربط بين ما سُميّ حينذاك بالمنطقة الشرقية  والغربية  حيث  يقع المطار . وتلك الفتاة على الأرجح كانت مع تلك المجموعة القادمة من تلك المنطقة من بيروت؛ ومعظم من في القاعة  كانوا يسترقون النظر إليها بدهشة وهي تراوح في نفس المكان، تبتسم  لنفسها  وربما كانت تعرف أن كل من يراها سوف يطيل النظر إليها ، النساء قبل الرجال . أسنانها اللؤلئية تُشع بنور ابتسامتها الساحرة. وجهها نضِر، ثغرها شهي  .عيناها بلون البحر ، يحرسهما حاجبان قد رُسما بفن باهر على جبهتها الملكية . شعرها متوسط الطول ، خصلات من خيوط ذهبية ، يتهادى على كتفيها ويتأرجح على إيقاع مشيتها ذات الدلال. تارة يغطي نصف  وجهها، وتارة أخرى ترفعه كلما تهادى او  
لفحته نسمة هواء مروحة يد يابانية،كانت تحملها لترطيب وجهها الجميل  أو، لتبدو كما السيدات الراقيات في أفلام هوليود !
بيضاء اللون ، وجهها مزهواً بحمل شفتين كأنهما حبات كرز ندية ، وعلى الوجنتين ، يا سبحان الخالق ، كأن الجمر أكتسب جمال لونه من حمرتهما . كانت تلبس ثوبا أبيض اللون طويل فضفاض ، يغطي حتى أخمص قدميها  ويضيق عند خصرها الضامر الرشيق ، ويكشف عن نهدين بارزين وكتفين يتمنى الورد ملامستهما بشفتيه، والانتحار على صدرها.. كل ما فيها جميل وأنيق ، كطائر أبيض اللون نظيف ورائع،
كأنها ملاك أرسله الله ليختبر بها عباده المؤمنين !
ومن يراها لا يسعه إلا أن يُسبّح الله الذي خلقها أو، يشكو منه إليه !

إلى جانبها كانت تقف فتاة  أطول منها بقليل وأقل جمالا، ولكن جرأتها تلفت الأنظار ،بدت متاففة كثيرا.. ربما  من ضغط الوقت والحرارة  .. تروح وتجيء  حتى آخر القاعة.. تضرب الأرض بحذائها  وتتمتم بكلمات غير مفهومة، واثقة وبشخصية قوية؛ وعدنان، تعجبه كل فرس جامحة كتلك الفتاة.. وعادة لا يضيع فرصة سانحة. ترك وليد وذهب باتجاهها ليتحدث معها كعادته.. مهنته كبائع للملابس النسائية ربما قد مرّنت لسانه التحدث بطلاقة مع الجنس الآخر . أما وليد، على غير عادته، ترك العنان لمخيلته تعمل ولحق  بصديقه، اقترب منه وهمس في أذنه :  
" يا ليتها تكون على ذات الطائرة التي ستقلنا .. ما هذا الجمال ؟! " مشيرا إلى تلك الشقراء، فأجابه عدنان بسخريته المعهودة : "ولمَ لا تقل وذات الوجهة الذاهبون إليها أيضا"!
يبدو أن السماء كانت أبوابها مفتوحة لأمنيات  وليد في تلك اللحظة، صارت واقعا يتحقق؛ ها هم يركبون نفس " الباص " المتوجه نحو سلّم الطائرة سويا. أمر عجيب! وكأن السماء كانت تستجيب لأكثر مما تمناه وليد،  يا للصدفة الرائعة !
فقد جلسوا في الطائرة على نفس المقاعد المخصصة لهم ولا يفصلهم عن بعض سوى الممر الذي فرغ تماما من أي حركة حينما  أقلعت الطائرة  محدثة ضجيجا قويا أسكت ألسنة الركاب جميعا .. ولكنه أثار في تفكير البعض  شيئا من الشك بأنّ حدثا ما، قد يصيبها أثناء التحليق.

ف الطيران البلغاري كان ما يزال يستخدم الطائرات بمحركاتها الهوائية الأربع  ذات المراوح  والتي كانت  لا تتسع لأكثر من سبعين شخصا  اقل او أكثر بقليل.
وكانت تلك   تطير على
ارتفاعات متوسطة،  الأمر الذي  يوقعها بمطبات تشعرك بالخوف أكثر مما تشعر حين تحلم بأنك  وقعت  من علو مرتفع  فتصحو مرعوبا.. فمن كان يتوقع قبل ساعة من إقلاع الطائرة أن ذلك سيحدث .. ؟
لقد تحدث الصديقان كثيرا فيما سوف يفعلانه في رحلتهما، فأحلام الشباب كثيرة.. وكلٌ له غايته من السفر..ف غاية عدنان ليست من أجل زيارة المتاحف والمقابر والمكتبات، ولا من أجل الاطلاع على جغرافيا البلاد ومعرفة العباد.. ولقد تحدثا عن المتعة واللذة.. لكن، كان من الواضح، أن للشخصيتين، عدنان و وليد طبعان مختلفان تماما  .. ف مفهوم اللذة  والمتعة عند عدنان شيء وفي عقل وتفكير وليد شيء آخر  وفي أحاديثهما رجا عدنا وليد  بألا يكون كما كان في الرحلة الماضية  " تلحلح شوي" وكان الأخير يصرعلى موقفه    الملتبس ..!

عندما اختار الجلوس، فضّل أن يأخذ  الطرف الأيمن من المقاعد قرب النافذة  ولا يعرف  كيف جرت الأمور وبتلك السرعة، ولكنه لم يفاجئ حين وجد صديقه عدنان يميل بنصف جسده نحو منتصف الممر الفاصل بين مقاعد الطائرة يتحدث إلى تلك السمراء لكنه استغرب قليلا لأنها كانت تميل برأسها نحو وسط الممرأيضا ، نحو رأس عدنان مباشرة تستمع وتتحدث أيضا!
ابتسم وليد ومال برأسه جانبا وتظاهرب
إغفاءة مصطنعة لم تُخفي حقيقة الأمر، فشنّف أذنيه ليسمع من بين الضجيج ماذا كان يقول لتلك الفتاة  ، ف صديقه يفوز دائما في أي مضمار سباق إن كانت الجائزة فيه أنثى.

أدار رأسه نحو شبّاك الطائرة وهو مطمئن ، وسرحت عيناه في عجائب خلق الله وعقله كان يفكر في أشياء كثيرة وعيناه الواسعتان لم
تعد ترى غير الغيوم، وعقله كان لا يفكر إلا في تلك الفتاة المنزوية على الطرف الثاني من الطائرة وعاد يتخيل لأجلها أشياء كثيرة في وقت قصير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
(( لا تحيا إلا بالعناق))
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأثير- atheer :: مختارات أدبية :: الرواية-
انتقل الى: