17 / 11 / 2012 الساعة : 17 : 01 AM
ليس أمامنا الآن ، إذن ، إلا أن نصبح قوة .. !
وأن نعزز هذه القوة ، وهذا الأمر بيدنا .
إن القوة لا تنمو بالتأكيد في الأوضاع الحسنة
وفي أجواء " الدلال " بل على العكس ،
فقد نمت قوتنا كثيراً خلال أعوام المصائب بالتحديد .
ونحن مدينون جداً لحكّام إسرائيل المجرمين ..
فمصانع الأسلحة والصواريخ وإعداد المقاومين والمتطوعين الاستشهاديين
وقوة الانضباط والتآلف الشعبي ما كانت لتتحقق لولاهم .
إن أعوام المصاعب والمصائب قامت بدور حيوي كبير في حياتنا؛
ولربما هيأتنا تجاربنا هذه لملاقاة الأخطار وكانت بالنسبة لنا
مدرسة مفيدة .
إن مسألة الدفاع تتطلب منا الآن فهما مختلفاً عما تعودنا
عليه في السنوات الماضية وأصبح الدفاع اليوم
عن الحق في الحياة فوق أرضنا فلا ملجأ آخر لنا يمكن لقادة العدو
أن يُرحلونا إليه ... !
علينا الاستعداد لمعركة طويلة الأمد. هل كان يخطر ببال
أجدادنا أن المعركة ستطول هكذا فعلا !؟
ولو سألنا في بداية
الأحداث ومنذ العشرينات من القرن الماضي :
هل سيكون بإمكاننا الصمود كل هذا الزمن ، لما كان في وسعنا الإجابة بيقين .
وها نحن ما زلنا صامدين ،
ومن الجائز أن تكون المعارك القادمة أطول وأصعب .
فمن الضروري أن يعرف العدو من وراءه
بأنه توجد هنا \ في ذاتنا \ قوة لا يمكنهم أن يكسروها.
وعندما نستعمل كلمة " قوة " يعني أننا سوف لا نضن بأي تضحية ولن نوفر أي جهد ..
علينا إشعار العدو والعمل على إفهامه بأننا شعب قوي الشكيمة ، ومن غير الممكن
إخضاعنا عبر استمرار الاحتلال مهما استخدم من من وسائل !
قالوا :
من يركع تحت وطأة الضربات الأولى لن تقوم له قيامة ، ولكن ..
من يعرف كيف يدافع عن نفسه ، ويعبئ كل قواه ،
ويثق بعدالة قضيته ومستقبله ، فإن له أن يأمل الصمود
بالمعركة .. وأيضا بالانتصار .
فشعبنا اليوم قد أُختُبر تماماً ولم يركع تحت وطأة كل الضربات على شدتها ؛
فلنتعمق في قراءة التاريخ وسوف نرى أن
أي احتلال لا يزول من تلقاء نفسه مهما كان ضعيف
ولكن .. مهما كان جبروته سيُهزم بالمقاومة .
العبء ثقيل.. ؟
صحيح .. والتضحية كبيرة ؟ نعم ، ولكن ..
هل لنا خيار آخر !؟
الذين يستشهدون و يجرحون ، والذين تهدم بيوتهم هم أفراد من هذا الشعب الواسع ولنتذكر :
بأن صباح الغد سوف تلد نساء غزّة بدل الشهيد عشرة آلاف .
ومهما أوغل العدو سكينه في جراحنا ستبقى في جسدي وجسدك علامة فخر من أجل الله والوطن .
سوف تُردم الحفر الناتجة عن التجريف ، وستنبت في الأرض ألف شجرة ،
والبيوت التي هُدمت سنبنيها على طراز جديد وبشكل أجمل
وسنشعر بالفخار ونحمد الله:
أننا انتصرنا بعد تضحية ؛ لذا فنحن نستحق هذا الوطن ..
نستحق الحياة بكرامة ؛ نستحق أن تكون فلسطين عربية .