سأل وقال :
لماذا "نحن" لا نعرف الحقائق في هذا الجانب ؟!
" نحن " نشعر، أن خطأ ما في " تاريخنا " قد حدث!
خطأ ما ، قد أوصلنا الى ما نحن فيه وعليه !
فما العمل ؟ أو، ما هي الوسيلة لنعرف هذا الخطأ ؟!
" فنحن " لا نتحدث في تاريخ واحد ،
وليس لدينا كتاب واحد يدل على هذا التاريخ الواحد ؛
وحتى لم يكن ، وليس لدينا اهدافا مشتركة واحدة
حتى يكون لنا تاريخ واحد!
أين المشكلة في كل ذلك ؟!
بتواضع المتلمس لجانب من جوانب هذا الخطأ قلت :
أولا، علينا أن نحدد المصطلحات التي نرددها ايها العزيز!
و سأشير مباشرة إلى جاء في سؤالك من مصطلحات ؛
فأنت قلت : " نحن " .
ثم قلت " تاريخنا " !
وإذا كان هذا هو الحال فاسمح لي اذن بسؤال
وخذ كل وقتك في التفكير قبل الإجابة :
هل باستطاعتك تعريف
هذا المصطلح ( ال " نحن " )
وتشرح لي من " نحن " ؟؟
أسألك حتى نستطيع فهم ما المقصود بكلمة " تاريخنا ؛
بمعنى: من انتم وما هو تاريخكم ؟!
فإن استطعنا فهم عن ماذا نتحدث ، سيسهل علينا فهم
المشكلة التي نحن بصدد ذكرها !
" فنحن " إن كنت تقصد ب نحن العرب اعذرني لأننا
سوف نجد أنفسنا أمام سؤال آخر :
هل كل من نطق بالعربية هو من العرب الذين يجمعهم
مصطلح ال " نحن " ؟! وهل كل من قالوا " إنا عربا "
متوافقون في ثقافتهم على تحديد الحدود الجغرافية
لوجودهم التاريخي ؟
" ف نحن "
نرددها في لغتنا اليومية مترافقة مع مصطلحات مختلفة
: نحن الأمة ، القومية ، الدين، وغيرها من مصطلحات
في السياسة والجغرافيا وعلم الاجتماع ، فهل ماذا يعني هذا ؟!
بكل بساطة ال " نحن " لا نعرف معناها ولا نتفق على تعريفها
ولكن جدلا .. وعلى افتراض اننا "أمة واحدة "
هل تعلم بأننا " الأمة " الوحيدة في (كل التاريخ)
التي لم تكتب تاريخها ..؟!
لكن مفارقة عجيبة مؤلمة هي، أن معظم أمم الأرض كتبت
في هذا التاريخ " تاريخنا " وعنه وباسم الدين !!
افلا يرعبك هذا الذي اتفقنا بداية على تسميته " بالخطأ "
وهو حقيقة يستحق أن نصفه بالمأساة وليس الخطأ ..؟؟
ثم تصر على سؤالك لي بأن كيف حدث ذلك ؟!!
سأخبرك بما خلصت اليه نتيجة القراءة والجدل والإنصات
وسوف أجرؤ ، وادعي، بأني سأكون مباشرا وأبسط
الحكاية من بدايتها وبصراحة أقول إن السبب الرئيس
هو الدين . الإسلام والمسيحية معا .
لا تنفر مني هكذا، استمع إلى بعقل مفتوح وللنهاية :
فالإسلام والمسيحية معا قد أعاقت إنتاج المعرفة ؛
و وقفا تاريخيا ضد " الفكر " ووجهت له الاتهامات
والإدانات ؛ فهل ينتج العقل فكرا في ظل الارهاب ؟!
ففي الفكر لا " توجد " اتهامات ولا ادانات !
لكنهم قد فعلوا ذلك ’وتعطل عندنا كل شيء يا مولاي !
ففي التاريخ ، قطع " الإسلام " تاريخنا من سياقه،
سجنه، وحوله الى تاريخ أشخاص يحملون الفضائل !
فتاريخهم صار تاريخ الأمة أو الأمم ، مع ملاحظة ،
أن معظم الأمم اعتبرت الدين، إضافة ثقافية لتاريخها
وحضارتها ، وحافظت على كتابة وعملت على صيانته
وسرده والاعتزاز به باستثناء العرب !
ف المصريون والسوريون والعراقيون واليمنيون ،
تاريخهم هو تاريخ الأديان ( جعلوه كذلك ) فغدونا
أمة بتاريخ هجين ، مركب ، مرجعنا فيه توراتي خالص
وفي كل فاصلة من اجزاءه .
ولكم ان تسيروا في تراث الرواة لتكتشفوا ذلك وبلا ادنى جهد !!
" المجتهدون " منهم ، ما زالوا ينقبون في تحليل
وتأويل وتفسير " العقيدة الواحدة " وفي ابسط البديهيات ،
في اتفه الأمور أحيانا ، كالطهارة والنجاسة وكيفية التغوط
وبول الإبل وعورة المرأة وعواء الكلب الأسود والثعبان الأقرع
( على اعتبار ان هناك ثعابين يحملون شعر وأشقر ايضا )
وغيرها من الأمور التافهة !
وما زالوا يروون تاريخ اسلامهم الواحد، روايات متعددة ،
يكذبون بعضهم البعض ويكفر البعض منهم البعض الآخر !
والأخطر كل من ذلك ، لقد وصل الأمر بالرواة و " المفسرين "
ما خلاصته بأن الرسول قد " قصّر في تبليغ الرسالة فأتوا كي
يستدركوا عليه ما فاته !"وضعوا بين أيدينا أطنانا من الكتب
والمؤلفات والتي تحتاج إلى غواص ليكشف معانيها !
ثم يسألون : لماذا هذه الأمة في ورطة وتخلف؟ !